Powered By Blogger

الأحد، 27 مايو 2012

عبد الهادي الخواجة .. ثورة خلفَ القضبان !






عادةً.. يتَّصفُ البشرُ بالصفاتِ,  ومن الغريب والنادر, أن تتصفَ الصفاتُ بالبشرِ !

المُصِرُّونَ على مبادئهم.. الثابتون على مواقفهم .. حمَلَةَ الإرادة .. هم عادةً لا يعترفون بالظروف الـ ( زمكانيه) ففي أَي مكان يعملون .. وفي أي زمانٍ يكونُ عطائًهم مُتصاعداً .. لا يكلُّون أبدا .. ولِنتعمقَ أكثر .. فطلاب حقوقِ الإنسان .. لإنهم عرفوا حقوقهم المفقودةِ أو المسلوبه .. هم أكثر الناس إصراراً على استردادها .. ولأنهم آمنوا بأنهم بشرٌ بِلا حقوق .. اعتقدوا بانهم لن يخسروا شيئا من جديد بعد فقدانِ حُقوقِهم .. فدافعوا لإسترداد حقوقهم بكل شراسة, واعتقدوا .. بأنهم إن لم يتمكنوا من الحصول على حق الحياة,, فسيحصلون على حقِّ الموت بِعِزْ..!

لابد لكل من يبدأ مسيرته للمطالبة بحقوق الإنسان .. أن يستعد لدربٍ النضال .. لاننا في زمنٍ .. يُحترمُ فيه الحيوان والتمثالُ أكثر مما يحترم الإنسان ..وإن يُحترمُ الإنسانُ – فقط – لِـ ماله .. ولا عزاءَ للمُعدمين ..لذلكَ نشط الحقوقيون ..وتكاثروا!

عبد الهادي الخواجة.. أحد أنشط الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان .. في الخليج العربي .. وفي البحرين خصوصاً .. أَسس مركز البحرين لحقوق الإنسان, حالمً بوطنٍ تُحترمُ فيه هذه الحُقوق.. لكنه حقاً كان يحلم .. لأنه في وطنٍ لابد من اقتلاع من ينتهك الحقوق .. لا مالبحث معه عن الحقوق ..!!

بالرغم من انه ذاق الغُربةَ لمدةِ 12 عاماً بسبب مواقفه ونشاطه ..إلا أن نجمهُ لم يبرز بشكلٍ جَلِي إلا في 25 سبتمبر 2004 إثر كلمةٍ ألقاها في نادي العروبة .. تحت عنوان ( من يسرق قوت الفقراء ) واعتُقلَ بعدها حيثُ أنه ختمَ كلمته بعبارة ( ان كل مشاكل البلاد ترجع في سببها لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ) – مضمون العبارة-.

وأثار اعتقاله ضجةً جماهيريةً أُقيمت من خلالها الإحتجاجات والتظاهرات والإعتصامات وما شابه, واضطر ملك البلاد الأمر بإطلاق سراحه بعد الحكم عليه لمدة سنة ..تزامناً مع سفره للولايات المتحدة الأمريكية.

كانت هذه الحادثة جديدة من نوعها, أن يتم انتقاد رئيس الحكومة البحرينية بشكل علني وبهذه الصورة الواضحة في فعالية عامةٍ ورسمية .. لذلك فأن الحقوقي الخواجه هو أول من أعلنها حرباً على حكومة البحرين, وما زال يكافح من أجلِ نيل هذه الحرب!

لم يكفَّ نشاطه بعد اعتقاله الأول لمدة3 أشهر .. بل زاده إصراراً على استرداد حقهِ وحق شعبه المسلوب ..تعرض لأكثر من اعتداءٍ واعتقال منها اعتقاله في دسيمبر 2005 , ثم اعتقاله في مايو 2007 حيث استُدعِي للمثول أما المحكمة بتهمة التحريضِ على كراهيةِ النِّظام, وبالرغم من كل هذا الإستهداف له, استمر في كفاحة وواصل دربه للبحث عن الحقوق المسلوبه, منها المارثون الذي مشاه مع مجموعةٍ من طالبي حقوق الإنسانِ إلى جزيرة سترة !

في ثورةِ الرابع عشر من فبراير .. ساهم في شد تركيز الناس حول مطلب اسقاطِ نظام البحرين, والذي كان التهمة الأولى التي وزَّعها النظام البحريني على المواطنين المُعارِضين, تكلم لمراتٍ عديدةٍ وشرح كيفَ أن النظامَ لايمكن اصلاحه, وما مميزات مطلب إسقاطه, كان يُعبر عن رأيه, ويمارس أحد أبسط حقوقه, وهو الكلام والتعبير عن الرأي , وبالرغم من هذا, بعد الإعتداء الغاشم على دوار اللؤلؤةِ تم القبضُ عليه واعتقاله’ والتنكيلِ به .. أستهدفَ هو وعائلته ..فاعتقل من عائلته زوج ابنته وافي وأخيه الناشط الإجتماعي صلاح الخواجه, ويُنقلُ بأنه شوهِدَ مكسورَ الفكِّ لأنه قاومَ جلاديه حينَ حاولوا اغتصابه .. حقاً إنه رجلُ عظيمٌ وصامد!

الخواجة لم يُقيَّدُ بالسجن, بل تركَ خلفه حصادَ سنينه ونضاله, كان خلف عبد الهادي الخواجة .. الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب والذي يشغل منصب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان, والسيد يوسف المحافظة , ومحمد المسقطي, وناجي فتيل, وابنته مريم الخواجة الذي نشطت في الخارج ومازالت تتابع القضيةَ البحرينية وتعمل عليها من الخارج .. وأيضا ترك عبد الهادي الخواجة خلفه ابنته الشرسة والعنيدة التي ورثت كل صفات النضال والكفاح من أبيها .. زينب الخواجه .. وقد اعتقلت زينب الخواجة أيضاً لعدةِ مراتٍ وهي تحاول استكمال درب أبيها في النضال الحقوقي, وما زالت معتقلة حتى كتابة هذا المقال وغيرهم, ومازالت هذه الأسماءُ بانتمائها لعبد الهادي الخواجة. تُزعجُ الحكومة البحرينية بمشاكستها الدائمه من جهة, وبرصدها لكل انتهاكات الحكومةِ لحقوقِ الإنسان.

لم يقيدهُ السجنْ, ولم يقضي عليه السَّجان, فرغم العذابات والأحكام القاسية والسجون.. عبد الهادي الخواجة يستمر في ثورته ونضاله من داخل السجن .. فقد أعلن قبل اكثر من 100 يوم تقريباً أنه سيبدأ إضراباً عن الطعام .. تحت عنوان ( الحريّة, أو الموت ) ,, البحرين .. حكومةً ومعارضة, تعلم أن هذا الرجل من الطراز العنيد جداً .. والغير مبالي بحياته من أجل حقوقه, ولا أحد يستبعدُ أن ينالَ الموتَ حقاً , إن لم ينل حريَّته ..أكمل اكثر من 100 يومٍ مُضربُ عن الطعام.. وصحته تتدهور .. وهو لم يتراجع قيد أنمله .. بل من داخل السجن أثر على كل الرقعةِ المُعارضةِ فيدأ البعض معه إضراباً تضامنياً معَ إضرابه عن الطعام.

عبد الهادي الخواجة, المقاوم المناضل المكافح العنيد, لن يهدَاُ فهوَ إما إنه يسترد كل حقوق الشَّعب البحريني, أو يموتَ دفاعاً عن هذه الحقوق, هنيئاً لشعبِ البحرين هذا البطل, ونبقى على املٍ معه ومع كل المعتقلين بأن " طال الزمان أو قَصِر.. القيدُ سوفَ ينكَسِر ..! "

الحرية لعبد الهادي الخواجة .. ولكل المظلومين خلف القبضان.