Powered By Blogger

الأحد، 22 يونيو 2014

التضحية بالحقيقة .. هلاكُ مُجتَمَع !

التضحية بالحقيقة ... هلاك المجتمع

المشهد الأول:
في بدء الخليقة، حيث العالم كله في أربعة أشخاص .. يتغلّبُ الحسدُ والحقدُ على قابيل،  تبدأ أول حربٍ على الحقيقة،  الحرب التي ربما كُتب لها أن لا تنتهي ما دامت هناك حياة .. قابيلُ يرفض حقيقةَ تقبُّل الله قربانَ أخيهِ هابيلَ دونَ قُربانه،  فيرتكب الجريمة التي أنهت ربعَ سُكَّان الكرة الأرضية، حتى تخلو لهُ الأرض! ما الذي صنعهُ قابيل آنذاك بفعلته هذه؟

المشهد الثاني:
كان من الصعبِ جدًا على نوحٍ النَبي أن تتدمّر وتغرق قريته ويُهلكَ من فيها في غضونِ لحظات، خصوصًا أنهُ استغرقَ 950 عامًا في دعوتهم لدين الحق، كان من الصعبِ عليه أن يستسلمَ ليأسهِ منهم، ولكنهُ أمر الله!! فماذا حقق النبي نوح في دعائه هذا؟ 

المشهدُ الثالث:
يقفُ النبي محمدٌ (ص) في جمعٍ غفيرٍ من الحجاج تحت الشّمسِ اللاهبة، ويأخذ بيد ابن عمه" من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ... " علي الذي قال عنه" علي مع الحق والحق مع علي" وبعدها بأيامٍ يموتُ رسولُ الأمّة، فتنقلبُ أمّة محمد كلّها على عقبها، عدا عليّ الإمام وأهل بيته و أربعةٌ من أصحابه، بينما بقية القوم منشغلونَ بتقسيم كعكة الخلافة التي أورثها النبي للإمام عليّ نصًا، فيُعزل عليٌّ عن منصبهِ، ويَلبس جلباب الحقِّ من لم يعرفوه أبدا...! ما الذي حدث تحديدًا؟


المشهد الرابع:
مسلم بن عقيل في الكوفة .. يفصل بينهُ وبينَ عمر بن سعد ستار فقط، إما أن يغدر ويقتل عمرًا فينتصر الحسين في حربهِ ويقضي على فاجعة عظمى ستحدث في كربلاء .. أو أنه يضحي بمصلحته فيمسك عن الفتك، والنتيجة أن يفجع العالم بقتل الحسين بأبشع صورة!! ما الذي فكّر فيه آنذاك و كيف قرر؟

المشهد الخامس والأخير:
الحكّامُ والطغاة .. يضربون أروع الأمثلة في سلب شعوبهم مختلفَ الحقوق، من أجل الحفاظ على هذا الكرسي، ومصالحه، فما الذي يفعلونه هم أصلًا؟

ثمةَ عاملٍ مشتركٍ بين هذه المشاهد الخمسة، التي بدأت منذ بدء الخليقة واستمرت لهذا اليوم بعدة صور ومشاهد لا تُعد ولا تُحصى، وبتصوري أن هذا العامل المشترك هو المشكلة الأساس التي فتكت بالمجتمعات بكل مستوياتها وطبقاتها، فحين يفكر كلٌّ منا في مصلحتهِ الخاصة وينتصر لها في مقابل أن يُضحّي بالحق والحقيقة، فمن الطبيعي أن يتفشى في مجتمعاتنا مرض الأنانية ضد الحق.

حينها تُداس كل القيم والمبادئ والأديان والإنسانية والنُّبل والصفات الحميدة، مقابل المصالح الشخصية، وبالتجربة والملاحظة، سنرى أنه من النادرِ جدًا أن تجتمعَ الحقيقة معَ المصلحة في إطارٍ واحد، فيكون الاختبارُ أمامَ البشرية حينها بين الحقيقة والمصلحة، ومن المؤسف أن الغالب هم يتجهون دائما للتضحية بالحقيقة لتحقيق المصلحة، الأمر الذي عمل على محاربتهِ مائة وأربعةٌ وعشرون ألفَ نبيّ بالإضافة للمعصومين.

المشكلة تتفاقمُ ويتضاعفُ أثرها حين يتحول هذا السلوك من ممارسات على المستوى الفردي إلى ظاهرة وثقافة عامة في مجتمع، وحين تتحول من ممارسات من عوام الناس، إلى ممارسات من قِبَلِ المؤسسات المجتمعية والدينية، فتساهم في تشكيل مجتمعات خالية من كل حقيقة، تسيطر فيها المصالح الفردية.

حين نقف اليوم أمامَ دينٍ حق قد كُسّرت أضلاعه، وتم نحتهُ باحترافية تامة ، وصهره بنار الواقع لتطويعه كما تقتضي المصالح الشخصية لمن يبحث عنها باسم الدين طبعًا، فسنصل إلى مجاميع مختلطة من متدينين وغير المتدينين تسلَّقت الدين الجديد كي يخدم مصالحها بالدرجة الأولى، كما سيرفض خليط دين المصلحة أي محاولة للعودة لدين الحق.

المجتمع الذي تحدّه حكومةٌ وعلماء ومثقفون ومؤسسات جميعها تبحث عن مصلحتها قبل كل شيء، ماذا يتوقع من أفراده غير أن يعيش كل فردٍ منهم الأنانية التامة، فيتفكك المجتمع بأسره، ويسهل اختراقه أو القضاء عليه.

أن تختفي الحقيقة على حساب المصلحة ذلك يعني خلق حالة هجينة ومزدوجة ومشوهة لا يمكن التمييز فيها بين حقٍ وباطل، وبين صالح وفاسد، تختفي القيم، وتموت المبادئ، وبالتالي ينعدمُ الصلاح ويحل محله الفساد، حينها لن تتمكن من معالجة هذه المشكلة مهما تفاقمت، ولن تتمكن من إشاعة الحقيقة مهما تعرّفت عليها، فمصلحة الـ " أنا " انتشرت وسحقت كل فرصةٍ للمصلحة العامة أن تبرز.

ختاماً .. لن ينفعنا التدين، ولن تنفعنا مواجهتنا للظلمة وقوى الاستكبار، ولن يتقدم المجتمع والأمة أبداً؛ إن لم ننتصر للحق والحقيقة ولو على حساب مصالحنا الشخصية، فالدين الخالي من القيم ليس أكثر من طقوسٍ وهوية، ومواجهتنا للظلمة وقوى الاستكبار لن تكون سوى مشاريع لإنتاج ظلَّام جُدد، والمجتمع الذي يتجنب أن يقول الحقيقة خوفًا على مصلحته، سيظل في وحل التزييف والتزوير أبدا.. هذه المشكلة حقيقية لم تكبر لهذا الحجم إلا من بعد السكوت عنها حفاظًا على المصلحة.

أبو مقداد
19/11/2013

الثلاثاء، 5 فبراير 2013






اليوم َ ذِكـــــرى مولِــــــــدي وَوفاتِــــي        خُـتِـم َ الـْسُّرورُ , وَبَسـمَلَتْ مـَـأسـاتِي
شَربـَـتْ خُـدُودِيَ مِــنْ دُموعــــيَ أَنهُـراً        (( لَـو تـدرِكِـيـنَ مـَـرارةَ )) الـدَّمعاتِ
أَذَّنــتُ فـي جُـثمـانِ صَبـــريَ , كــُـلـّـَما         صَـلَّـى الـهَـوَى , سَجَدَت لـَــهُ قُبُلاتِي
و لِأنَّ ذِكْــراكِ أمـَـامِـيَ - آسِـــــــــفٌ -          وَلـتـَعْـذُرِيـنــي لـَــوْ أطـلـتُ صَلاتـِـي


 
عَــيـنــاكِ أوَّلُ قِــبـلــةٍ صـلّـَيـتُـــــهــــــا          لـَـو كُنتِ عِـنْدِي لـَ انتَهَتْ قِـبلاتــــــي
كـَـــفَّــاكِ أوَّلُ وردةٍ لامـَـســتــُـــهـــــــا          فـَـتجـمـّـَلــت مِــنْ كَـفّـكِ زَهَراتِــــــي
والقلـبُ أوَّلُ قــــَريــةٍ أجــتَــاحـــــــهــا          لِـ يَـكـونَ نـَـبـضـكِ أَطـرب النَّبضاتِ
وَلِأنَّـــــكِ فِـــي كــــــــــلِّ شــــيءٍ أوَّل          قَـدْ صِرتِ أوَّلَ دَمعةٍ فِـي ذاتـِـــــــــي
قَـدْ صِـرتِ أوَّلَ لَحظَةٍ , أَحيــــــــــا بِها         مـَـوتِــي , لِأبــدَأ رِحـلــة الأمـــــواتِ
شَفــَتـاكِ أوّلَ بَـسْـمـَـةٍ قـَتـَلـَتْ فـَمـِـــــي          تَـسـتـَكـثـِرِيـنَ بِـِ لـوعــَتـِي بـَسـَمـَـاتـِي؟
قـَدْ صِرتِ أَغزَرَ طَعنةٍ جَرحَتْ يَــــدِي          هـَـل تـَشـعُرِينَ بِـ حُرقةِ الـطَّـعَـناتِ ؟!
وَ وَدَدْتُ لـَو أنَّ الحـَياةَ بـقـَتْ لِـكــَـــــيْ          (( تَمْشِي إليكِ تَوَسّـــُلَا خَطَواتِي )) !!
لابُدَّ مِنكِ .. شِــئـــتِ .. أمْ شَــاءَ الهــَوى        (( فـ الحـبُّ حــقُّ وهـــوَ حقٌّ آتِــي ))
لابُدَّ مِنْ أَنـــفاسـُكِ فِــــــــي خَاطِــــري          كُــلِّــي لَـكِ نَـفَـــــسٌ وَأنـــتِ رِئـَاتِــــي
فـ أنَا بِـــــلا نَـَـفـَــسٍ أجـــرُّ تأَلُّمِـــــــي          يـَـأسَـاً ـ أُحَــاوِلُ أَحتـَــوِي أَزَمَاتِــــي
(( نَفسِي عـــلى زفراتِها محبوســـــــةٌ          يِـالـيـتـهـا خـرجت مـــــعَ الزَّفـــــراتِ
لا خـَـيــرَ بـعـــــدكِ فِـــي الحَياةِ وَ إنَّمَا         أَبكِـي مـَخَـافةَ أن تَطُــــولَ حَـياتِــي ))*
أَبـكِـي مـَخافــةَ أنْ يَـطُـولَ فِـــراقــــنـا          أَوْ أَنْ أُنَـكّـِـــــسَ دَائِــمـَــا رَاياتِــــــــي
يَا مـَـن أخذتَ مِنَ الأمِيـــرةِ عُــمرَهـا           لكَ مـَـا تَشــا لَكـِـنْ أَعـِـدْ مـَـولاتِــــــي


 
ماذا فعلتَ أَيا زمــــــــــــانُ بِحبِّــنـــا            أغرقـــته فِـــــي عالمِ الـ آهــــــــــاتِ
عذّبــتُــنـــِي حتـــى انحنى ظهري لها            و تراجفت بِـ تَرقـّـــُـبـِـي خطواتــــي
أنا عاجزٌ عَـنْ بــــثِّ أَيّ حَــقـيـقــــــةٍ            صَـمـَـتـَتْ لِأجـلِ وَفـاتـكِ قَـنَـوَاتِــــــي
كسِرَ الْهِلالُ وَذَابتِ الشَّمس الـّـَـــتـــي           قَدْ بَـعـثـَرَتْ بِـ فَـضائــكِ نَـجَمَاتـِــــــي
فـَـالتَـقــــبَـلِي عذْرِي لأنِّي جِـِـئتُ فِــي         مـِـيلادِكِ أَنــعــــاكِ فِـــــي أَبـــــياتِـــي
فـ اليومَ مولدكِ ؛ كـأنَّــــهُ مـَــولـــــِدي         مُتِّ بهَذا اليومَ صَـــار مـَـمـَاتِـــــي ..!
وَبكت عليكِ مدامِعي وخَواطِــــــــري          وَمَحابِري .. وَدَفاتِري .. وَدَوَاتــــــــي
أحبَـبـتـكِ حِيــــنَ اكتَشَفتُ هِدايَـتـــــِي           وَأضعتكِ .. فـَ أَضعتُ فيكِ جِهاتـِي ..!
حبِّي لكِ أُنشُودَتِي الـْ أَشدُو بِهــــــــــا          غَـنّـَيتـــُكِ .. هَــــلْ تَسمَعِي نَغَمَاتِـــــي
أم هَل سَمعتِ صَرخَتِي فِــــي قَبْركِ:          " عُودِي " فَهل تَستَنقِذِي صَرخاتِـــــي
حاولتُ موتي .. كي أكونَ بِقربـــــكِ         فَــقَـضيتُ قـُــــربَ تُـرابـُــكِ أَوقَاتِــــي
حَسبُ الـــذبِيحَ بأنْ يُــوارَى قلبــــــهُ          أو كـ الســــلــــيمِ يِظلُّ بـ الــلسعــــاتِ
هلْ جرمُ أنْ شيعـتـُـنـِي لـكِ طـــــالباَ          أنْ تَدفني بِكِ جـثـّـَـتـــــِي وَرُفاتــــــي؟
قَدْ كنتِ لِي أُنسٌ ولكن قَدْ غَــــــــدَتْ         ساعاتُ ذِكركِ أَحــــــــــزَن الـسَّاعاتِ
( حتّى متى ؟) شَابتْ لأجلكِ واعلمي          شَابــــــت لِطولِ فِراقنــــا سَنواتــــــي
قَدْ صــرتُ أَبـحَـثُـــكِ بِــكُــلِّ جَمِيـلةٍ            شَاهدتُ كَـــــي أَلقــــــَاكِ أَلـــــفَ فَتَاةِ
فـ لترحمِي صَبري ( أنايَ ) ورَبَّمــا           لا حـــــلَّ غيرَ " الرسم بـالكلماتِ ..!! "
 
 
 
*هذا البيت منسوب للإمام علي (ع) في حق فاطمة الزهراء(ع)


أنا من أكون؟

أنا من اكون ..؟!

 
 
 
 
أنا من أكون ..؟
ومن تكون ..؟
ضدانِ من عشقٍ يخوضان الهوى
حتى الجنون ?
أم نحنُ أقدارٌ تلاقينا أخيرًا
بعدَ أن تاهت منَ العمرِ السنون ..؟

أنا من أكون ..؟
وهل السؤال محيرٌ
أم يا تُرى نحن اللذينَ من الهوى
متشائمون ..؟
هل هاهنا قلبِي تُرى
أم يا تُرى أحيا بلا قلبٍ،،
ولا هُم يحرنون؟
هل صرتُ أجهلُ صورتي؟
أم أنني ماعدتُ أعرف من أكون ..؟

هي من تكون ..؟!
قل: كيف قد سرقت جدار الصّمتِ من خلفِ الظنون؟
أوْ كيف أهلُ الحبِّ في اللاحبِ دومًا يغرقون ..
أو يكتبون ..؟
وهل الجمالُ يكونُ شيئًا قبلَ تكشفه  العيون؟
وهل الحنان سوى شعور دافئ
لو تعلمون؟
هي من تكون؟؟

أتُرى نكون..؟
وهل الزمان سيقهرُ الأقدارَ
والأحبابَ في زمن العذاب سيلتقون؟!
أوينتهي نحسُ الزمانِ
ومن بكوا فيها طويلاً يضحكون؟
أسيضحكون؟!
هل يا تُرى نهرُ الهوى سيموجُ فوق شفاه ظمآنيه
حتى يستقون؟
أَ سيشربون..؟
الله .. يا من يعلمُ الأهواء والأقدار..
هم لا يعلمون..
سب لهم سببًا عظيمًا كي به هم يلتقون..
لا شيءَ يا الله ..
إلا" كُن " يكون !

أنا من أكون؟! ومن تكون؟!
أحتاجُ أعرفُني .. لأعرفها ..
لنعرف من نكون !

الأحد، 14 أكتوبر 2012

~ زفراااات

إستَبدِلوا قلبي بقلبٍ آخرٍ = فالنبضُ ملَّ من الّذي ضمّاهُ
ولتقتلوني، لم تعد تعني ليَ الـ = دنيا سِوى حُزنٍ أنا فحواهُ
يَإسٌ، على ظهرِي همومَ عشِيرتي = والكُلُّ ساهٍ ما تُرى أسهاهُ
ما نطَقَ الدَّمعُ بخدي لحظةً = حتّى تلاطمَ موجهُ يا فاهُ !!
الحزنُ أمسى غايةً و وسيلةً = سبحان من في خاطري سوّاهُ
قد صيّر القلبَ السعيدَ مؤلَّماً = حتّى بهِ قد أدمنَ الـْ ( أوّاهُ )
والدمعُ أمطرَ من غُيومي عندما = كُثرُ المتاعب -مرغما - أجراهُ
تتدثّرُ الأحزانُ فوقَ تألُّمي = لو كنتُ أكرهُها تَقُل : " أهواهُ " !
أمشي بلا أملٍ أجرُّ هزيمتي = ماحالُ حيٍّ ضاعَ من دنياهُ
تعِبَت تقول الصبرَ أغنيتي لذا = سحقاً لشعرٍ ، محبري غنّاهُ!
سحقاً لقافيتي تضَخُّ حروفها = والحرفُ عني ما تُرى أدراهُ!
أنا بينَنِي أحتار هل هي مهجتي = أم خاطري من ضجَّ " واحُزناهُ "
ثارت معي الأعصاب لحظةَ دمعتي = وجهي يُجرِّحُ دمعهُ خدَّاهُ
انا خاطرٌ قد شوهتهُ كآبةٌ = قد غيرت أحزانه سيماهُ
أنا بالهمومِ عرفتُني ونسيتُني = قد صرتُ أولَ واحدٍ أنساهُ ..!
أنا حالمٌ هجرَ المنامَ وحُلمَهُ = مالي وحُلمُ لوّنتهُ الآهُ ؟
أنا نايُ بؤسٍ حُطِمت نغماتهُ = أنا دفترٌ شاخَ الذي يقراهُ
دعني أيا زمني أبثُّ حكايتي= فالآه جرحُ والحديث دواهُ
أرِّخ معي كم جرحُ مأساةٍ هنا = كم من مآسٍ قل هنا تلقاهُ
انا والسنينُ نشق أوديةَ اللظى = كل لهيبٍ نحنُ جرّبناهُ
آهٍ تزاحمت انهياراتي وما = ظلَّ احتمالٌ ما تحمّلناهُ
قد كنتُ أصبر كلما اشتدّ البلا = بالأمس فرضُ الصبر صليناه
قد بعثرَ الليلُ البهيمُ مشاعِري = وأذابت الظلماتُ ما صُغناهُ
كم نحن قد نحيا ولا ندري تُرى = بحياتنا ، كم موتُ قد مُتناهُ
كل ابتساماتُ الهناءِ تحيَّرت = بل قهقهات النّاسِ عنِّا تاهوا
ماعاد في قلبي رذاذ تحمّلٍ = يكفي فكم رددتُ" واويلاهُ "
هذا البلا ينوي احتضاري ولِذا = كل همومي غادرت إلاهُ
أشقى ويملؤني الزمان شقاوةً = قد قدّني شطرينِ، ما أشقاهُ
رباهُ أي تجلُّدِ هذا الذي = ترجوه مني ، قُل كفى ، ربّاهُ
قل لي متى أنسى الهموم جميعها = من ذاق طعم الهم هل ينساهُ


• ابو مقداد !
• ٢٣/٥/٢٠١٢

الأربعاء، 20 يونيو 2012

كُنْ أنتَ .. لِـ يكونَ العالَم..






          إِبدأ من نفسكَ أولاً, لتغيّر العالمَ معك, كٌن محوراً لحياتك, تكُن مِحوراْ لمجتمعك, فبِمقدارِ تغيير النفسِ يتغيّرُ العالَم, العملية صَعبةٌ حتى تفكَّ شفراتها وتفهم فلسفتها وحيثياتها وآثارها, فالتغيير لغزٌ سهلٌ وصعبٌ في ذات الوقت, ويحدد مستوى السهولة والصعوبة معرفة الحلِّ من عدمه!
يقول أحدُهم وهوَ كهلٌ " عندما كُنت شاباً, كان بإمكاني صنعُ التغيير, لكنِّي كنتُ أجهل طريقَ الوصولِ إليه, وعندما صِرتُ كهلاً, صرتُ أَعرفُ طريقَ التغيير, لكني عاجزٌ عن صنعه ..!! " ما النتائج التي توصلَ لها هذا الكهلُ حتى تيقنَ من مقدرته؟ وما الأثر الذي ترتب على تأخير معرفته ؟!
         للتغيير قانونٌ ذُكِرَ في القرآنِ الكريم حينَ قال الله تعالى في سورة الرعد آية 11 (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) وفي هذا القانون الخارطة الواضحة للوصول للهدفٍ المنشود وهو التغيير, وهو أنت!
السؤال الأول الذي قد يتبادر في ذهن أي انسانٍ سيبدأ أي مشروعِ هو: من أين أبدأ ؟ وهو حقاً سؤال جديرٌ بالوقوفِ عنده, لأنّ نقطة الإنطلاقة ستحدد الكثيير من الأمور, وهي التي تتحكم ضمنياً بنقطة الإنتهاء وهي الهدف, من أينَ أبدأ هو السؤال الذي جعل صاحبنا الكهل يتحمل كل هذه السنوات حتى اكتشف – متأخراً - طريقه الذي لم يعد قادراً على السيرِ فيه,  من أين نبدأ؟
          يمرٌّ الإنسانُ بقصدِ أو بدونِ قصد عبر محطتان في مشروعه التَّغييري, و أيّ خللٍ في ترتيب هاتين المحطتين, هو خلل في كل المشروع الذي لن ينجح ولو تحققت الأهداف, المحطة الاولى نفسه, والثاني المُجتمع, أَقفُ عند المحطة الأولى, والتي أعني بها التغييرُ من الداخل, وهذا لن يتم إلا عبر معرفة الإنسانِ لنفسه أولاً, واكتشاف كل مفاتيح نفسه ثانياً, والمقدرة على التحكم في كل جوانب النفسِ, فمن يتمكن من إدارة نفسهِ هو إنسانٌ قادرٌ على إدارة الحياة, جرّب نفسك حين الغضب, هل تغضبُ لانك فقدت أعصابك؟ أم لأن الموقفُ الذي أنت فيه لا يُعالج إلا بهذا النوعِ من الغضب؟ أم أنك لا تعلمُ لماذا غضبت, فقط كانت ردة فعلٍ عكسية؟ هذا مثال جربه, وطبّقه على كل ردود أفعالك, هل انت من تتحكم بها أم هي من تتحكم بك؟ فقط حين تتمكن من نفسك ستتمكن من الإنتقال للمحطة الثانية وتتحكم بالمجتمع بالمستوى الذي تتحكم فيه بنفسك أنت!
             بما أنكَ أنت محورٌ لحياتك, و بمقدار تحكمك وإدارتك لحياتك, سيحدثُ التغيير, إذا فهذا يُعطيكَ انفراداً في النجاحات, ويلغي مصطلح النجاحَ الجماعي, فمثلاً, لو كنتَ ضمنَ فريقٍ في مُسابقةٍ ما, ماهو معيارُ النجاح بالنسبةِ لك؟ هل سيكونً إحرازك للجائزة؟ أم أداؤكَ انتَ في الفريق؟ ولو قدّمتَ أنت كل ما في وسعكَ, وبذلتَ جُهدك الذي يُرضيك, ولكن لتقاعسِ أحد الأعضاء خسرتم الجائزة, فهل ستكونُ أنت الفاشلُ الذي تسبب في الخسارة؟ ولو أحرزتم المركز الأول في المسابقةِ ولكنك لم تبذل أي جهدٍ بينما بذل الإخرون جهداً مميزاً, فهل ستشعرُ في قرارةِ نفسكَ انّك من أحرز الفوز واستحقه؟!
رُغم العملِ الجماعي هنا, إلا أن الفوز أو الإنتصار هو فردي, لا يمكن أن يكونَ جماعياً, بالنظر إلى الإختلافات الطبيعية في إمكانيات الإنسان ومهاراته ومستوياته, فلا يُعقل أن يكونَ الجميعُ مُشاركاً في هذا الفوزِ بمقدارٍ مُتساوٍ, أنتَ من ستحدد مقدارَ انتصارك بينَ المجتمع, فحينَ تبدأ مشروعك التغييري من نفسك, وتقنع نفسكَ بانك من تحمل هذا المشروع على عاتقك, وتُقدم كل ما تستطيع وتبذل كل جهدٍ ممكن, تكونُ قد أديتَ تكليفكَ ومهمتك, وإن لم تتمكن من الإنجاز فلن يكونَ الخللُ منكَ حيثَ أنكَ - كإنسان - قدمت كل ما تستطيع, تماماً كما لو في المثال السابق أديتَ مهمتك في الفريق على أكمل وجهِ, وتقاعس غيركَ ففشلتم في إنجازِ المُهمة, لكنكَ انت قدمتَ أداءً راقياً يًشادُ به, لذلك ستشعرُ انتَ بإنتصاركَ رغمَ خسارةِ الفريق, تماماً كمن يستشهدُ في سبيلِ تحقيقِ هدفٍ ما, يكونُ قد انتصرَ بالشهادةٍ ولو لم يتحقق الهدف الذي سعى واستشهدَ من أجله, لأنه حقق هدفاً أسمى من هدفٍ أدنى, ونجحَ في الإنتصار على نفسه !
       إذاً وكما قال الإمام علي " ميدانكم الأول أنفسكم .. فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر.. وإن خذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز .. فجربوا معها الكفاح أولاً " نفهمُ انه من الخطأ وغير الحكمةِ ان نُحاولَ تغيير المُجتمعِ إن فشلنا في تغييرِ أنفسنا, فابدأ من نفسك!


محمد -  ابو مقداد
                                                                                                                1\6\2012

الأحد، 3 يونيو 2012

لن أعرفُها،، لَن تأتي!

في المقهى؟
تنتظرُ أحدا لا تعرفه، ولن يأتي؟!
حسناً لك ما تفعله،،،،،،،،

ادخل للمقهى
واجلس في الكرسي قبل الأخير
مواجهاً الباب الوحيد
الذي ستستخدمه كل الزبائن
رغماً عنهم
..
راقب كل الداخلين،،
حتى الخارجين،،
كثّف النظر في وجوههم
لا تكترث حتى لو اشمأزوا منك
أكمل التحديق
كأنك تبحث بين وجوههم
عن وجه لا تعرفه!
..
البابُ يُفتح أخيرا
للمرة العشرين
،، عجوزٌ هاربةٌ من عزرائيل
لاتخف
فقط حدّق!
ربما تتراجع ولا تدخل هذه العجوز!
..
مرّت ثلاثون دقيقة،،
أظنها نصفُ ساعةٍ لم يدخل أحداً
استمر في التحديق في ذات النادله
الذي كنت تشك فيها من البداية
بأنها ليست من تنتظره!
..
افتح احد الكتابين اللذان أمامك
لكن لا تقرأ شيئاً
فقد يدخل أحدهم
فتفوتك فرصة التحديق به
انتبه
عقارب التحديق لا تعود للوراء
تلسع فقط!
..
من هذه التي لم تقترب للباب
ولم تدخل لحد الآن؟
هي؟
لا يمكن فهي لن تأتي!
تشبهها؟!
مستحيل، فأنت لا تعرفها اصلاً!
إذا لمَ تقول ( هي )
ربما
لأنها تشبه الأحدَ الذي تبحث عنه؟!
أنه لن يأتي،،
وأنك لا تعرفه!!!



ابو مقداد

الأحد، 27 مايو 2012

عبد الهادي الخواجة .. ثورة خلفَ القضبان !






عادةً.. يتَّصفُ البشرُ بالصفاتِ,  ومن الغريب والنادر, أن تتصفَ الصفاتُ بالبشرِ !

المُصِرُّونَ على مبادئهم.. الثابتون على مواقفهم .. حمَلَةَ الإرادة .. هم عادةً لا يعترفون بالظروف الـ ( زمكانيه) ففي أَي مكان يعملون .. وفي أي زمانٍ يكونُ عطائًهم مُتصاعداً .. لا يكلُّون أبدا .. ولِنتعمقَ أكثر .. فطلاب حقوقِ الإنسان .. لإنهم عرفوا حقوقهم المفقودةِ أو المسلوبه .. هم أكثر الناس إصراراً على استردادها .. ولأنهم آمنوا بأنهم بشرٌ بِلا حقوق .. اعتقدوا بانهم لن يخسروا شيئا من جديد بعد فقدانِ حُقوقِهم .. فدافعوا لإسترداد حقوقهم بكل شراسة, واعتقدوا .. بأنهم إن لم يتمكنوا من الحصول على حق الحياة,, فسيحصلون على حقِّ الموت بِعِزْ..!

لابد لكل من يبدأ مسيرته للمطالبة بحقوق الإنسان .. أن يستعد لدربٍ النضال .. لاننا في زمنٍ .. يُحترمُ فيه الحيوان والتمثالُ أكثر مما يحترم الإنسان ..وإن يُحترمُ الإنسانُ – فقط – لِـ ماله .. ولا عزاءَ للمُعدمين ..لذلكَ نشط الحقوقيون ..وتكاثروا!

عبد الهادي الخواجة.. أحد أنشط الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان .. في الخليج العربي .. وفي البحرين خصوصاً .. أَسس مركز البحرين لحقوق الإنسان, حالمً بوطنٍ تُحترمُ فيه هذه الحُقوق.. لكنه حقاً كان يحلم .. لأنه في وطنٍ لابد من اقتلاع من ينتهك الحقوق .. لا مالبحث معه عن الحقوق ..!!

بالرغم من انه ذاق الغُربةَ لمدةِ 12 عاماً بسبب مواقفه ونشاطه ..إلا أن نجمهُ لم يبرز بشكلٍ جَلِي إلا في 25 سبتمبر 2004 إثر كلمةٍ ألقاها في نادي العروبة .. تحت عنوان ( من يسرق قوت الفقراء ) واعتُقلَ بعدها حيثُ أنه ختمَ كلمته بعبارة ( ان كل مشاكل البلاد ترجع في سببها لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ) – مضمون العبارة-.

وأثار اعتقاله ضجةً جماهيريةً أُقيمت من خلالها الإحتجاجات والتظاهرات والإعتصامات وما شابه, واضطر ملك البلاد الأمر بإطلاق سراحه بعد الحكم عليه لمدة سنة ..تزامناً مع سفره للولايات المتحدة الأمريكية.

كانت هذه الحادثة جديدة من نوعها, أن يتم انتقاد رئيس الحكومة البحرينية بشكل علني وبهذه الصورة الواضحة في فعالية عامةٍ ورسمية .. لذلك فأن الحقوقي الخواجه هو أول من أعلنها حرباً على حكومة البحرين, وما زال يكافح من أجلِ نيل هذه الحرب!

لم يكفَّ نشاطه بعد اعتقاله الأول لمدة3 أشهر .. بل زاده إصراراً على استرداد حقهِ وحق شعبه المسلوب ..تعرض لأكثر من اعتداءٍ واعتقال منها اعتقاله في دسيمبر 2005 , ثم اعتقاله في مايو 2007 حيث استُدعِي للمثول أما المحكمة بتهمة التحريضِ على كراهيةِ النِّظام, وبالرغم من كل هذا الإستهداف له, استمر في كفاحة وواصل دربه للبحث عن الحقوق المسلوبه, منها المارثون الذي مشاه مع مجموعةٍ من طالبي حقوق الإنسانِ إلى جزيرة سترة !

في ثورةِ الرابع عشر من فبراير .. ساهم في شد تركيز الناس حول مطلب اسقاطِ نظام البحرين, والذي كان التهمة الأولى التي وزَّعها النظام البحريني على المواطنين المُعارِضين, تكلم لمراتٍ عديدةٍ وشرح كيفَ أن النظامَ لايمكن اصلاحه, وما مميزات مطلب إسقاطه, كان يُعبر عن رأيه, ويمارس أحد أبسط حقوقه, وهو الكلام والتعبير عن الرأي , وبالرغم من هذا, بعد الإعتداء الغاشم على دوار اللؤلؤةِ تم القبضُ عليه واعتقاله’ والتنكيلِ به .. أستهدفَ هو وعائلته ..فاعتقل من عائلته زوج ابنته وافي وأخيه الناشط الإجتماعي صلاح الخواجه, ويُنقلُ بأنه شوهِدَ مكسورَ الفكِّ لأنه قاومَ جلاديه حينَ حاولوا اغتصابه .. حقاً إنه رجلُ عظيمٌ وصامد!

الخواجة لم يُقيَّدُ بالسجن, بل تركَ خلفه حصادَ سنينه ونضاله, كان خلف عبد الهادي الخواجة .. الناشط الحقوقي البارز نبيل رجب والذي يشغل منصب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان, والسيد يوسف المحافظة , ومحمد المسقطي, وناجي فتيل, وابنته مريم الخواجة الذي نشطت في الخارج ومازالت تتابع القضيةَ البحرينية وتعمل عليها من الخارج .. وأيضا ترك عبد الهادي الخواجة خلفه ابنته الشرسة والعنيدة التي ورثت كل صفات النضال والكفاح من أبيها .. زينب الخواجه .. وقد اعتقلت زينب الخواجة أيضاً لعدةِ مراتٍ وهي تحاول استكمال درب أبيها في النضال الحقوقي, وما زالت معتقلة حتى كتابة هذا المقال وغيرهم, ومازالت هذه الأسماءُ بانتمائها لعبد الهادي الخواجة. تُزعجُ الحكومة البحرينية بمشاكستها الدائمه من جهة, وبرصدها لكل انتهاكات الحكومةِ لحقوقِ الإنسان.

لم يقيدهُ السجنْ, ولم يقضي عليه السَّجان, فرغم العذابات والأحكام القاسية والسجون.. عبد الهادي الخواجة يستمر في ثورته ونضاله من داخل السجن .. فقد أعلن قبل اكثر من 100 يوم تقريباً أنه سيبدأ إضراباً عن الطعام .. تحت عنوان ( الحريّة, أو الموت ) ,, البحرين .. حكومةً ومعارضة, تعلم أن هذا الرجل من الطراز العنيد جداً .. والغير مبالي بحياته من أجل حقوقه, ولا أحد يستبعدُ أن ينالَ الموتَ حقاً , إن لم ينل حريَّته ..أكمل اكثر من 100 يومٍ مُضربُ عن الطعام.. وصحته تتدهور .. وهو لم يتراجع قيد أنمله .. بل من داخل السجن أثر على كل الرقعةِ المُعارضةِ فيدأ البعض معه إضراباً تضامنياً معَ إضرابه عن الطعام.

عبد الهادي الخواجة, المقاوم المناضل المكافح العنيد, لن يهدَاُ فهوَ إما إنه يسترد كل حقوق الشَّعب البحريني, أو يموتَ دفاعاً عن هذه الحقوق, هنيئاً لشعبِ البحرين هذا البطل, ونبقى على املٍ معه ومع كل المعتقلين بأن " طال الزمان أو قَصِر.. القيدُ سوفَ ينكَسِر ..! "

الحرية لعبد الهادي الخواجة .. ولكل المظلومين خلف القبضان.